قيل لى قديماً أن الجنة هى كل مالا عين رأت و لا أذن سمعت .. و عندما تسائلت أكثر للفهم قيل أن بها كل ما أحبه و أشياء أخرى لا أعرفها أجمل و أجمل و أجمل ... مثل ؟؟! .. تفاحة تتدلى من الشجرة وأنت مستلقى على ما يشبه جناح نعامة و تميل التفاحة نحوك ترجوك أن تأكلها و تعدك أنها أشهى ما ستتذوقه ... و لم يكن ذلك بالشىء المغرى فسألت للاطمئنان و ضمان حقى .. هل هناك مانجو ؟
فقيل لى أنه هناك بحار من المانجو لو أردت .. فرضيت بمحيط من عصير المانجو
و لكن الآن يبدو لى أن السباحة فى بحر المانجو مقززة نوعاً ما .. مريح أكثر نصف مانجو عملاق أقف على حافته التى تبدو لى الآن بعرض شارع .. آخذ منها قضمتين و أكملهم بالثالثة
لأن 3 رقم كامل .. رقم مقدس .. يليق بالجنة حقاً
ثم قررت القيام باللعقة العملاقة .. فانزلقت على جدار المانجو العظيم بلسانى و كدت أتشقلب كثيراً بفعل النتؤات و لكنى أعرف جيداً كيف أحافظ على توازنى .. فأنا الوزن و المحور فى جنتى .. أنا الثابت الوحيد و ما عداى يتحرك حولى .. أى أن المانجو هى من تستعيد توازنها و ليس أنا .. نعم
عودة للتزحلق المانجاوى .. أصل إلى قاع المانجو و أقرر أن أعيد الكرة .. فأتعلق فى أحد الألياف العملاقة بالمانجو و التى تشبه أغصان الأشجار الإستوائية .. وصرت أنا أشبه بطرزان
و من هنا لهنا وقبل الوصول للحافة بقليل أظلمت الدنيا فجأة فنظرت لأعلى لأرى .. و يالهول ما رأيت
هناك مساحة عملاقة ذات نهايات مظلمة و كان الظاهر منها سطح متعرج ملىء بالحفر و يخرج من كل حفرة نبتة عملاقة
كأنها نبتة الشيطان !!! و هى تشبه الرمح
ابتعد هذا الكيان بسرعة حادة و فى ثوان كان هنا ثانية
و بجانبه واحد آخر مثله .. يتحركوا يمين و يسار و فوق وتحت .. مع الوقت أدركت بعض التفاصيل
فم عملاق و عين مهولة و أنف عظيمة كالجبال
ثم هدر صوت أحدهما كالرعد و هو يقول للآخر: انظر قدرة الله
انظر كيف خلق لكل كائن قدرة على التكيف .. سبحان الله
و لقطنى الآخر بإصبعه من على المانجو ففعصنى و ألقانى فى الهواء
و للآن .. لسه موقعتش لكن الهوا رمانى