Saturday, January 21, 2006

أمس انتهى الحداد




يوم الأربعاء 18/1
ميعاد امتحان المادة الوحيدة .. أول يوم امتحانات وآخر يوم - أنا مدبلرة :) - وبرغم العهد الذى قطعته على نفسى منذ أول يوم فى الكلية بتحريم لمس أى كتاب دراسى أو النظر فيه .. لكنى ومنعاً للنكد ولرغبتى فى الإستمتاع بالأجازة أغرقت نفسى ليلة الأربعاء وحتى صباحه فى أكوام من الورق والملخصات
وكانت هذة اول مرة منذ ثلاث سنوات تلمس فيها اليدان الطاهرتان مادة دراسية وبغض النظر عن الإكتئاب الحاد الذى أصابنى ورغبتى المميتة فى الانتحار كانت المشكلة العقيمة التى واجهتنى هى كيف تكون المزاكرة ؟؟؟؟؟
واختصاراً للأحداث التى بدأت بمحاولات أمى لمساعدتى بأن تجعل المقرر فى صيغة أغنية - كما كانت تفعل معى وأنا طفلة - والتى انتهت بترك بصماتى الفنية على جدران غرفتى .. فى الصباح كنت قد انتصرت على نفسى وانهيت المقرر كله مع آخر نفس فى صدرى وقطعت الطريق إلى المطبخ زاحفة .. فصنعت ذلك المزيج المدمر من القهوة والشاى والنسكافيه وشربته واستعددت للذهاب إلى الجامعة ثم اتصلت بالأصدقاء لنتلتقى هناك ونحتفل بعد الامتحان
ولم أستطع السيطرة على فرحتى البلهاء طوال الطريق حتى وصلت .. وبعد اللقاء مع أصدقائى ورحلة البحث الطويلة عن رقم جلوسى وجدته أخيراً وبعدما سجلته على كف يدى سرقتنى نظرة نحو المواد المعادة
شهقة و نظرة ذعر ثم لأااااااااااااااااااااااا ( المادة التى استعددت لامتحانها غير المادة المقررة على والكارثة إن معادها كان أول يوم) وهرع أصدقائى نحوى بكل حماس والإثارة تتقافز من أعينهم الذئبية ليسألونى ماذا حدث فأشرت لهم بنظرات مذهولة و أصابع ترتجف نحو المواد .. فأصابتهم الصدمة وأصبح التعبير السائد على وجوهنا هو الذهول مع القليل من التناحة .. وقطعت أنا الصمت بضحكة هستيرية وأصابتنا جميعاً كريزة ضحك هستيرى
وبدأ كل من وجد فى نفسه شىء من الظرف والخفة فى إطلاق النكات والإفيهات
وفى النهاية تحقق الهدف من كل ذلك وهو الإحتفال .. ولكن مع تعديل بسيط
فى البداية كان الاحتفال بالأجازة أما الآن فقد أصبح احتفال بالنكسة

Thursday, January 05, 2006

كان ياما كان .. كانت ألوان




احكيلى حدوتة قالتها ونظرت لى فى دلال بعيونها الواسعة السوداء وهى تعرف كم أعشق عيونها السوداء اوكى بس بشرط تهللت أساريرها وتحفز جسدها الضئيل لتلبية طلبى فقلت لها هاتيلى شوكولاتة من العلبة اللى ماما مخبياها فى دولابها اتسعت عيناها فى ذعر واحتارت وهى تقدر حجم المخاطرة .. ترددت وفى النهاية استسلمت لرغبتها وتسللت إلى الغرفة وأتت بالغنيمة ظافرة منتصرة فقبلتها منها
الآن دورى .. جلست على سريرها تحت غطاءها وتركتها فى العراء وقلت لها هحكيلك يا ريم حكاية حقيقية حكاية ألوان حبت وكرهت .. ضعفت واتحدت .. ألوان بتقول .. مش خرسا .. فاهمانى يا ريم وللا بطيخة؟؟؟ بطيخة يا طنط برافو يا رمرومتى انا هحكيلك ومش عاوزه اسمع نفس وبدأت فى السرد
-- -- -- -- -- -- -- -- --
منذ الأبد والحرب الباردة مشتعلة بين الأبيض والأسود .. بينما كان الأسود يحاول السيطرة على الكون ويضبغه بلونه كان الأبيض يمحو ماخلفه الأسود ويشبع رغبته برؤية تأثيره الطاغى .. وهكذا بالتوالى بين الليل والنهار كان كل منهما يفوز فى معركته بنجاح ساحق
ولكن الأسود لم يرض بنصف حياة وقرر القضاء على الأبيض نهائياً .. وبالفعل تمكن من خداعه وقضى عليه وتربع على العرش .. ومن أعلى يراقب بنى البشر فى تخبطهم وذعرهم من الوضع الجديد ويتسلى بمشاهدة المحاولات العقيمة لعلمائهم العظام والتى زادتهم ارتباكاً وضعفاً
وعلى الجانب الآخر كانت باقى الألوان فى نزاع وقلق من سيطرة الأسود فقد كان الخطر يحيط بالألوان جميعاً والأسود يزداد قوة يوماً بعد يوم .. ولكن الأحمر اللعوب انتهزت تلك الفرصة وتقربت من الأسود لعلها تنال من السيطرة شيئاً وتأمن شره .. وبالفعل قربها الأسود إليه وأعطاها من السلطة ماجعلها تتحكم فى باقى الألوان التى تضاءل دورها وزاد التهديد عليها ولذلك كان لابد من حل
اجتمعت الألوان كلها للنقاش ماعدا الأسود والأحمر .. وفى جلستهم السرية يطرحون الآراء والأفكار للنقاش
سنقضى على الأحمر وندمرها وبالتالى يضعف الأسود قالتها البنفسجى الغيور
فرد عليها الأخضر برأيه المتوازن لا .. نحن لا نستطيع الأستغناء عن أى لون
تنهد الأزرق بحزن وقال كم أفتقد الأبيض .. رحل عنا بغير رجعة .. آه لو يعود ولو لثانية
فقال البرتقالى فى تأكيد للأزرق فعلاً لو يعود ولو لثانية سنتعاون جميعاً ليعود التوازن بيننا
هنا انتفض الأصفر فى حماس وهو يقول وجدت الحل ولا أسهل منه
فانتبهت باقى الألوان وهو يقول الحل فى البيضه
وتساءلت الألوان عمل يعنيه الأصفر بالبيضه فأوضح قائلاً البيضه لم تلوث بعد بالأسود لأنها شفافة من الداخل ولكن عند النضج سيتكون الأبيض من جديد ويعود إلى ماكان
وبالفعل عاد التوازن ثانية إلى الألوان ولكن الحرب لم ولن تنتهى بين الأبيض والأسود

-- -- -- -- -- -- -- -- --

وتوتة خلصت الحدوتة حلوة وللا ملتوتة؟ تحملق فى الفراغ ولا ترد على رييييييييييييم .. إيه فوقى .. حلوة وللا ملتوتة؟ آه .. حلوة تقولها لى فى شرود وهى تتحرك خارجة .. ماذا أصابها؟؟ أول مرة تقول حلوة على حكاياتى!!!!!

تسللت وراءها لأرى ماذا ستفعل .. فوجدتها تشعل التليفزيون على قناة توقف إرسالها وملئت الشاشة بخطوط عريضة لكل الألوان .. وجلست أمامها وهى تحملق بتركيز شديد!!!!

~ ~ * ~ ~ * ~ ~ * ~ ~
لماذا تذكرت هذة الحكاية وسردتها هنا؟؟؟
لأن ريم الطلفة الصغيرة ذات العيون السوداء الساحرة عشقت الألون .. وكبر عشقها معها .. تعلمت وجود لغة حوار بين الألوان لتتابعه بشغف وتجتهد لكى تفهمه .. أدركت جمال لوحاتها المحيطة وتعلمت أن تحبها بكل تناقضاتها
وكنت أنا والشوكولاتة وفستانها الملون - الذى استوحيت الفكرة منه - السبب فى سعادتها